الأربعاء، ١٤ يناير ٢٠٠٩

كلهن سواء الا هى

كلهن سواء الا هى
جلس على مكتبه بين اقلامه ودفاتره , أخذ ورقه وقلم ليسطر روايته الجديده , ساعات وساعات وهو يكتب دون أن يدرى كم فات وكم تبقى من الليل
ولكن فجأه توقف صوت صرير قلمه عندما أقترب من نهايه الروايه , حاول أن يلملم شتات فكره ولكن دون جدوى , فالافكار تتخابط وتتزاحم فى رأسه
ولا يستطيع أن يقتنع بفكره واحده لتجعله يكتب النهايه التى يريدها
حاول أن يهدأ ويأخذ قسط من الراحه ويتناول فنجان القهوه الذى اعتاد عليه فى هذا الميعاد , وأقنع نفسه ربما لو منحت عقلى القليل من الاسترخاء ,
بعدها أستطيع مواصله الكتابه وأيجاد النهايه المناسبه , استرخى على الكرسى واخذ يحتسى من فنجان القهوه شرفه تلو الاخرى , ولكنه لم يستطع أن أن يتخلص من هذه الافكار المتزاحمه
فكر قليلا , ربما أحتاج الى صوت أخر حولى غير صوتى , أحتاج الى من يؤنس هذه الوحده ربما يبعد عنى هذا التوتر , ولكن من يؤنس وحدتى فى هذا الوقت المتأخر من الليل , نظر حوله لم يجد غير نفسه فقط , لا زوجه ولا ابناء !!
ولماذا اتزوج وأنا الكاتب المشهور , الروائى الكبير والذى تتكدس أرفف المكتبات بأعمالى الناجحه ويزيد عليها كل يوم طلب الموزعين والقراء , أنا رجل لا أريد من المرأه اى شىء , وهى سبب النكد الحقيقى فى هذا الكون أنها خلقت لتعذب الرجل وتتعسه وتجنى عليه وتدمر حياته , يا بؤس من اتخذ زوجه اذا احبها أمتلكته هى تستغله لصالحها فقط فالمرأه كائن أنانى واذا لم تحبه كدرت عليه حياته تخونه وتجعله يتمنى الموت ولا أن يعيش حياه تتواجد هى فيها
ثم تنهد بضيق وهو يقول : سوف تشغلنى نساء الواقع عن أمرأه روايتى , هذه المرأه التى تشبه أمى الحبيبه , فهى الام والحبيبه المضحيه الوديعه الجميله !!
ثم تسائل فى نفسه يا ترى ماذا ستفعل مع زوجها بعد أن علمت بخيانته لها ؟ تسامح ؟ واذا سامحت هل تنسى ؟ وكيف تستمر حياتهم وهى لم تنسى خطيئته ؟
ربما تسامح وتحاول أن تنسى من أجل الابناء وعمر مضى وحياة قادمة
ومن قال أنها مخلصه !! ربما لو كانت سنحت لها فرصه الخيانه لكانت خانت وأستمرت فى خيانتها دون أن يدرى احد , فالمرأه هى المرأه دمائها الخيانه ودموعها مكر ووداعتها خدعه
هذه المرأه ليست أمى ولا تشبهها , أنها أمرأه مثل أى أمرأه فى العالم , أما أمى لم ولن يأتى مثلها أبدا
لا يجب أن أشبه أمى بأى أمرأه أبدا حتى ولو كانت شخصيه من بنات أفكارى , أمى هذه المرأه القديسه لا يمكن أن توصف شخصيتها فى روايه أو أن تعبر عنها كلمات ليقرأها أى أحد فهى أمى أنا
ثم توجه الى مكتبه وأمسك بأوراقه ليمزقها ويبدأ فى كتابه سطور جديده لروايه عن أمرأه خائنه ورجل مخلص محب , وهو يردد فى نفسه كلهن سواء الا هى .